U3F1ZWV6ZTQ3ODIwNDc4NjM0MDU0X0ZyZWUzMDE2OTI5MzAwMDQwNg==

الصحابي عبد الله بن حذافه

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم افتح لنا أبواب برحمتك من شر علينا خزائن علمك حكمتك، اللهم علمنا ما ينفعنا ورفعنا بمعلم تنعي الله ذو الجلال والإكرام. اللهم لا سهل إلا ما جعلته أنت سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا فجعلها اللهم كل صعب. اللهم يصير لنا تيسيرا وفك عنا كل عسير ولا تؤاخذنا بالذنوب والتقصير. إنك ولي ذلك وأنت سميع البصير وأنت على كل شيء قدير. نعم المولى ونعم النصير.




  بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تكلمنا في الحلقة الماضية عن قصة لقاء عبد الله بن حذافه لكسرا ملك الفرس وما صاحب ذلك من أحداث وفوائد، فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم؟ لقد كان لقاؤه لقيصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت له معه قصة من روائع القصص. في السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشا لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي، وكان قيصر عظيم الروم قد تناهت إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة، ويستر خاص نفسي في سبيل الله ورسوله. فأمر رجاله إذا ظفروا أسيري من أسرى المسلمين أن يبقوا عليه، وأن يتوه به حيا. وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيرا في أيدي الروم، حملوه إلى مليكهم وقالوا إن هذا من أصحاب محمدية السابقين إلى ليلي قد وقع أسيرا في أيدينا، فأتي ناك به نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا، ثم بادره قائلا إني أعرض عليك أمرا. قال وما هو؟ فقال أعرض عليك أن تنصر تدخل النصرانية تتبع المسيح عليه السلام. هكذا يتصور، فإن فعل دعيت سبيلك واكرم مثواك، فقال الأسير في أنثاه وحزم هيهات، إن الموت الأحب إليه ألف مرة إما تدعوني إليه، فقال قيصر إني لا أراك رجلا شهما، فإن أجبرتني إلى ما أعرضه عليك أشركت كفيك أمري وقاسم تلك السلطة. فتبسم الأسير المكبر قيوده، وقال والله لو اتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت. قال إذن اقتلع لك؟ قال أنت وما تريد. قال ثم أمر به فصولهم وقال لي قناصا له الرومية ورموه قريبا من يدي وهو يعرض عليه تنصر فأبى، فقالوا رموه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه مفارقة دينه، فأتاه عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه، وطلب إليهم أن ينزلوا عن خشبة الصلب، ثم دعا بقدر عظيمة، وصب فيها الزيت، ورفعت على النار حتى غلت، ثم لعب أسيرين من آثار المسلمين، فأمر بأحدهما أن يلقى فيها، فألقي، فإذا لحمه يتفتت، وإذا عظامه تبدو عارية. ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية، فكان أشد إباء لها من قبل، فلما يئس منه أمر به أن يلقى في القدري التي ألقي فيها صاحبه، فلما ذهب به فلما ذهب به دمعت عيناه فقال. رجال وقيصر لمليكهم إنه قد بكى فظن أنه قد جزع، فقال ردوه عليه فلما مثل بين يديه عرض عليهم نصرانية في أذاها، فقال ويحك، فما الذي إمكانك إذا قال إسكاني أنني قلت في نفسي؟ تلقى الآن في هذه القدر، فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعري انفس، فتلقى كلها في هذا القدري في سبيل الله، فقال الطاغية وقد هاله الموقف متعددة من هذا الإيمان الراسخ. هل لك أن تقبل رأسي وأخذني عنك؟ فقال له عبد الله. وعن جميع آثار المسلمين أيضا قال وعن جميع آثار المسلمين أيضا قال عبد الله فقلت في نفسي عدو من أعداء الله وقبلوا رأسه سيجعلني عني وعن آثار المسلمين جميعا لا ضير في ذلك، ثم دينة منه وقبلت رأسه، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له آثار المسلمين، وأن يدفعهم إليه سيدفعهم له قريب. عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخبره خبر فسروا يسر به الفاروق أعظم السرور، ولما نظر إلى الأسرى قال حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك، ثم قام وقبلت رأسه. هكذا كانت أحداث سيدي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضوان الله تعالى عليه، وهكذا كانت رباطة جأشه، وهكذا كانت عزة إيمانه، وهكذا كان ثباته على الدين مصارعا أمر الله سبحانه وتعالى، وتأسيا بطريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحياة، 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة